الخميس، 29 أكتوبر 2015

الرجوع اليك (الى الابد)



قصة فانتازيا,قصة رعب,مرعب,رعب,فانتازيا,خيال علمي,قصص خيالية,خوف,كابوس

" ما أجمل هاته السماء و ما أكبرها لكم أتمنى يوما أن أصبح جزءا منها " قالها وهو رافع رأسه للسماء مبتسما في تأمل لصديقه الذي كان يطالع أمواج البحر الهائجة من أي أن يدلي أي اهتمام لما قاله تم استقام من على تلك الحجرة  الضخمة ووجه نظراته  إلى ساعته الفضية  في شرود و قال له بتهكم  "أظن انه علينا الذهاب ألان كفانا راحة اليوم " ابتسم و قال بنبرة غريبة مشيرا بإصبعه  "أترى طائر النورس داك " رمقه صديقه بنظراته الخاوية التي تحمل أمواجا من الامبالات المخفية وراء تلك النظارات السميكة "نعم " "صدقني يوما ما سأصبح مثله و احلق  وسط أحضان هده السماء الدافئة  رمقه مطأطئا برأسه مبتسما في استهزاء " يوما ما "
وسط  غرفة ذات طابع ذكوري التي زينة حيطانها بصور عدة  لطيور   و سماوات زرقاء كان يجلس على  كرسي مباشر لخزانة ضخمة تراصت عليها مجموعة من الموسعات و كتب صفراء لعلم الطيور محملقا فيها بشرود استقام من على الكرسي و أطفئ نور الغرفة و ارتمى على فراشه منهكا تم استدار نحو النافدة التي اصطفت في  سمائها الزرقاء الحالكة مجموعة من نجوم منيرة تعكس إليها ضوءا لا مثيل له ما يراه إلا هو  مرددا تلك العبارة التي لطالما فاه بها فاه مد أن كان طفلا صغيرا قبل كل  نوم " يا أيتها السماء العالية لكم أتمنى أن انضم إلى أبنائك فأصبح جزءا منك أسبح بين  أحضانك الحبيبة بين سحبك و غيومك الكثيفة بين  نجومك و فوق  أقمارك الشاهقة لكن اعلم انه لم يحن الوقت بعد " تم غاص في نوم عميق
فتح عيناه  العسلية و هي ما تكاد تنفتح بذلك النور الغريب في تؤدة ليجد نفسه في تلك الغرفة الشديدة البياض التي سمع عنها كثيرا استقام من على الفراش الحريري الأبيض  وراح يتجول بها بتلك البزة البيضاء الطويلة  و ضعت يدها الناصعة  على كتفه الأيمن و سرعان ما عرفها أنها هي التفت إليها ببطء لينبهض بجمالها الساحق الخلاب وسط عباءتها البيضاء و هي تبتسم دون توقف ابتسم لها بدوره حتى برز أخر ضرس له و قال في تساءل " لكم انتظرت هده اللحظة أيتها الأم فهل حان الميعاد " ابتسمت و اقتربت منه أمسكت بيده اليمنى و حدقت في الحائط أمامهما طويلا إلى  أن برزت أمامهما بوابة سماوية اللون اقتربا منها و اخترقاها لنبجسا في فضاء أخر سماوي  ليرمق مجموعة من الكائنات التي تشبه البشر من حيت الشكل لكنها أبهى و أجمل و ارقي تصدر نغمات راقية تبت في نفسه السعادة العظمى التي لم يشعر بها من قبل بينما كانت الأم ترمق أبنائها و هي تبتسم ابتسامتها الطويلة التي ليست لها نهاية التفت إليها متسائلا "هل حان الوقت أيتها الأم "  اومائت برأسها بالموافقة تم أشارت له بأصبعها  بان يرافق أولائك المخلوقات تم خطى نحوهم ليستيقظ  غارقا في العرق في غرفته الكئيبة المتراصة على حيطانها صور لطيور و سماوات و بنظرات خاوية صار يرمق الخزانة الضخمة التي تراصت عليها مجموعة من الموسوعات و الكتب صفراء لعلم الطيور " لقد كان كل دلك حلم " قالها و قد خاب أمله تم  انزاح من على فراشه ليرمق بطرفي عينيه  ورقتا  ثنيت  بعناية فوق  فراشه أخدها بسرعة ليرى محتواها تم غمرت وجهه نضرات سعادة لم يشهدها وجهه الكئيب من قبل " لا بني لم تكن تحلم لقد حان الوقت " وتب من على فراشه كالقرد مسرعا ليسمع ضحكات آتية من بهو المنزل الفسيح اقترب ليجد جده الشيخ و جدته يحكيان قصصهما البطولية عن شبابهما  لصديقه الذي كان منصتا لهما بعناية اقترب منهم و قال بصوت مبحوح "لقد حان الوقت " التفتوا نحوه و نظرات الاستغراب و التساؤل غزت كل طرف من وجوههم " حان وقت مادا بني " قالتها الجدة بابتسامة لم يلتفت لما قالته و لا لاستغرابهم تم صار مسرعا كجواد عربي اصيل  إلى السطح هناك صعد فوق مصطبة عالية  رفع رأسه في تؤدة  للسماء مبتسما و الدموع تنصهر من عيونه العسلية بغزارة " ما أجملك يا آيتها  السماء و ما أكبرك لكم تمنيت أن أغوص بين أحضانك الدافئة  فأكون جزءا منك أسبح في فضائك  السحيق كطائر النورس دالك و اليوم هو اليوم الموعود " في الأسفل اصطفت صفوف المارة لتكون احشادا كبيرة يرمقون المشهد في انبهاض  معظمهم كانوا  يردد نفس العبارة " توقف أيها الأبله سوف تقتل نفسك " لكنه لم و لن يهتم بكلامهم الذي لم يسمعه  أصلا تم استقام و أغمض عينيه و هوى بنفسه من على السطح أغمي على الجدة التي رأت لتوها  فلذة كبدها الأخيرة يقتل نفسه أما صديقه فقد هز رأسه مطأطئا في اشمئزاز وقال  " يوما ما "  ليستلقي على قارعة الطريق جثة خاوية خالية الروح تجمعت حولها رؤوس فضولية ترمقها بعبوس و بؤس وسط دلك الحشد تعالت صرخات النسوة المختلطة ببكاء الأطفال وصوت سيارات الإسعاف القادمة من بعيد  أما هي فكانت تقف بعباءتها البيضاء ترمق جسده الخاوي و بابتسامتها الأبدية ورائها و قف حارسان من تلك المخلوقات البيضاء  " صحيح آن جسده مات لكن روحه لم تمت " قالتها بصوتها الغير مسموع تم تلاشى جسدها بين الحشد
لكن أين  هو  ألان
وسط  أحضان السماء الدافئة كان يتراقص جسمه الشفاف بين الغيوم و السحب قرب الشمس و رقة الطيور إلى أن سمع نغمات السماء الراقية التي تطلقها الكائنات الحسناء تتبعها بعناية إلى أن وصل إلى السحابة التي وقفت عليها و بنظراتها الزاهية ابتسمت له و أمسكت بيديه و قالت بصوتها الرقيق المتناغم الذي سمعه لأول مرة بعدما أن ربتت على كتفيه "مرحبا بك بني لقد صرت من أبنائي ألان عالمي هو عالمك ألان " تم اومئات  له مشيرة بأصبعها  له   بمرافقة تلك الكائنات تم خطى برفق نحوه و هو حذر أن  لا يستيقظ في غرفته البائسة ليرمق الخزانة الضخمة التي تراصت عليها  مجموعة من موسوعات علم الطيور لكن هدا لم يحدث بل تحول إلى كائن يشبه نفسه لكنه أبهى و أجمل تم  صار جزءا من هده السماء يسبح بين نجومها المتلألئة و أقمارها البد راء و هده المرة إلى ابد نعم إلى الأبد
تمت



1 التعليقات: